في العزلة الله يجمع فتات نفسك ويطلقك في حياة جديدة
العزلة هي النار المغيرة. من دون العزلة نبقى ضحايا المجتمع وفي شباك الوهم والذات المزيفة. المسيح نفسه دخل اتون النار، هناك تجرب بأهم ثلاث ميول لا يقدر الانسان ان يقاومها : ان يُثبت انه ذات قيمة (بان يحول الحجارة الى خبز) ان يُظهر انه متفوق (اطرح نفسك الى اسفك) وان يكون قويا (واعطيك جميع ممالك المسكونة في لحظة من الزمان) وهناك اثبت المسيح ان الله هو المصدر الوحيد لهويته (ينبغي ان تعبد الله وحده).
العزلة هي مساحة المعاناة العظمى ومساحة اللقاء العظيم. هناك نواجه ميول ذاتنا المزيفة وهناك نلتقي الله المحب الذي يمنح ذاته مادة خام لتولد منها نفسنا الجديدة. (اقتباس عن هنري نوين)
تأمل:
هل انت في عزلة الصحراء اليوم تشك في وجود الله ؟ اسأل نفسك هل انت مستعد لحياة بلا رجاء من دونه؟
تشك في قدرتك على استعادة قيمة نفسك؟ تفحَّص حضورك هل ما زلت تبحث لدى الاخرين عن غراء لنفسك المهشمة؟
هل تقف وحيدا فوق حطام علاقات استنفذت وقتك وطاقتك وتركتك جاف الروح، وجائع القلب؟
اترك الكل الى عزلة المكان المقدس مع المسيح هناك اسكب في خواء الوحدة ألمك وخوفك وجوع نفسك، والتقي به ليس كتجربة ولكن في علاقة يكون فيها هو وتكون فيها انت. في العالم، نحن تجارب للاخرين والعلاقة بيننا وبينهم تكون: هم، والشيء الذي نحن. في العزلة مع المسيح تعترف بكل ما يأكل حياتك في الظلمة فيعيد وحدة نفسك وجسدك بغراء حبه الشافي ويشبعك ويخرجك إلى النور. معه تختبر انك لست مجرد " شيء ما" في هذا الوجود، انما محبوب ومحضون من الداخل، مُعانَق بقبلة ابدية من الابن المسيح، وتدرك انك ممسوك بارشاد الروح القدس وتُقبل الى كلمة الحياة في الكتاب المقدس باستنارة جديدة وحب جديد. تماما كما في عزلة الجوع، الابن الضال " جاع فرجع". وتماما كما شعب الله المستعبد "لم يختبرالحرية الا في البرية".
Related
Not any article