نافذتي الى ذاتي أيها الحب الهدية من يد الاله، وحبل صرتي وأنا في أحشاء الكون. كم أشتهي ان أبقى بين يديك تشكلني، وتعيد تشكيلي حتى أصير توأمك. في كل الأشياء أشابهك. أرى بعينيك. ذاكرتي وحدك، وحاضري كل ما يخطر في بالك .
ما أجمل كل ريشة زرعتها في جناحي. كم صار رحباً بك فضائي. كيف لي أن أكون أيَّ شيء بحجم العمر، لو لم تخترق جدران صمتي؟ قبلك، كان الزمنُ حفرة سقطت فيها كنيزك، ما أن لامس الأرض حتى انطفأ. وكانت الأيامُ مجرد أوراق في رزنامة منسية على حائط هرم، كثيرة، تكررت كلها بملل، الى أن عبرتَ بريتي ريحاً مقدسة، التهمت كلَ اليابس فيَّ، ورجعتني غابةَ أشواقٍ تعانق أغصانُها بوابةَ السماء.
كيف كان لي ان القاك لو لم تلتقيني ؟ أإلى عالمٍ خلف الغيوم، أم في أعماق الأرض كان يجب أن اخترقَ عندما وُلدت، والتقيَ فيك بذاتي. لماذا، وأنا من دونك خَيالٌ مُتعَبٌ يبحث عن واقعٍ يأويه، لماذا قبل اليوم لم تستوقفني؟ أكنتَ الدقةَ الضائعةَ من قلبي، أتيتُ الى الدنيا أبحثُ عنك، ولهوتُ كالأطفال بحصى الدرب، وصرتُ جزءاً من عتمة المشوار؟
كيف استيقظتُ في بقعة من العمر، وخلفي هذه السنوات من الوهم تدّعي ملكيتي؟ كيف كلُّ ما حولي يحمل أثر بصمتي وتوقيعي، وبذارَ أفعال نُضجي، ولكن ليس فيه أثرٌ لجينات حقيقتي؟ كيف كنتُ قبلك أميّزُ المعاني، وكلُّ الأشياء كانت كذبةً تلبس قناع الحلم؟
عرّني حتى أنفاسي، وألبسني إياك وحدك، وخلّني طفلةً على ذراعيك، أخافُ أن أكبر وأنسى طعم هذه الولادة. أخاف بُعدي عنك. أخافُ أن تهجرني المعاني. أخاف العودة الى برودة الوقت، صمتِه، عتمتِه ورائحةِ عفنه، مدفناً من رخام كنت أسميه حياتي.
كاتيا سلامة
Related
Not any article